"معنى (كهيعص) فى سوره مريم "

موقع أيام نيوز

خرجت حاجاً الى بيت الله الحړام في عام من الأعوام” فبينما أنا في الطريق وإذا برجل يمشي بلا زاد ولا راحلة فسلمت

من أين أنت ؟! قال: من عنده” . فقلت له :
والى أين تريد ؟! قال: إلى بيته” . قلت له :

 وأين الزاد ؟ قال : عليه . فقلت له : إن الطريق لا تنقـطع إلا
بالمأكل والمشرب” فهل معك شيء ؟

قال : نعم تزودت عند خروجي من بلدي بخمسة أحرف فقلت :
وما هي” قال قوله تعالى : ((كهيعص))

قلت : وما معنى “كهيعص ” قال : أما قوله ( كاف ) فهو الكافي” وأما (الهاء ) فهو الهادي” وأما الياء ) فهو المؤوي” وأما (العين) فهو العالم” وأما (الصاد) فهو الصادق”

ومن صحب : كافياً وهادياً ومؤوياً وعالماً وصادقاً فلا يضـيع ولا يخـشى ولا يحتاج الى الزاد والراحلة ” قال مالك : لما سمعت منه

هذا الكلام نـزعت قــميصي لألبسه له فأبى أن يلبــسه وقال : يا شيخ . العـري خير من قــميصك. فالدنيا حلالها حساب وحــرامها عقاپ ”

وكان إذا جــن الليل يرفع رأسه نحو السماء ويقول : يا من لا تنفعه الطاعات ولا تضـره المعــاصي هب لي ما لا ينفعك

واغفر لي ما لا يضـرك”
فلما أحــرم الناس ولبوا قلت له : لم لا تلبي ؟
قال:

يا شيخ . أخـاف أن أقول لبيك فيقول لي لا لبيك ولا سعديك لن أسمع كلامك ولا أنظر إليك”

ثم مضى عني وغـاب عن بصري فما
رأيته إلا بمنى وهو يبــكي ويقول شعراً: إن الحبيب الذي يرضيه سڤك ده مي – ده مي حلال له في
الحل والحــرم”

والله لو علمت روحي بمن عشــقت قامت على رأسها فضلا
على القدم”” يا لائمي لا تلمني في هواه فلو – عاينت منه الذي عاينت لم
تلم ” يطوف بالبيت قوم بجــارحة – ولو بالله طافوا لأغناهم عن

الحــرم “”
للناس حج ولي حج إلى سكني – تهدى الأضــاحي وأهدي
مهجتي وده مي ”

ثم قال: اللهم إن الناس ذبــحوا وتقربوا إليك بضــحاياهم وهداياهم وأنا ليس لي سوى نفسي أتقرب بها إليك فتقبلها مني ثم رفع بصره إلى السماء وهو يبــكي ثم شهـق شهـقة وخــر مــيتاً
رحمه الله تعالى فجهزته وواريته التراب !؟

وبت تلك الليلة متفكراً في أمره فرأيته في المنام فقلت له : ما فعل الله بك ؟! قال : فعل بي كما فعل بشهداء بدر وزادني” قلت : لم زادك ؟! قال : لأنهم قـتلوا بسيوف الكــفار وأنا قټلت بمحبة

روض الرياحين في حكايات الصالحين اليافعي اليمــني المټوفي ٧٦٨ هجــري والله اعلم اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله

تم نسخ الرابط