ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة؟

ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...
فإن قراءة بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سنة في الركعتين الأوليين من الصلاة وذلك للإمام والمنفرد قال الله تعالى فاقرءوا ما تيسر من القرآن المزمل ولو تركت القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة وإن قل ثوابها حيث إن الفاتحة ركن من أركان الصلاة لقول النبي ﷺ لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب رواه البخاري.
ثم إن الأصل في الصلاة أن تكون قراءة القرآن فيها عن ظهر قلب وليست من المصحف لذا جعل النبي ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن لظاهر قوله ﷺ ليؤمكم أكثركم قرآنا رواه البخاري.
أما أن يقرأ المصلي من المصحف في الصلاة فقد اختلف الفقهاء في ذلك فذهب الشافعية والحنابلة في المعتمد إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت صلاة فرض أم نفل.
وقد استدلوا بما ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان يؤمها عبدها ذكوان من المصحف. رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم.
وقال العلامة منصور البهوتي الحنبلي وله أي المصلي القراءة في المصحف ولو حافظا والفرض والنفل سواء قاله ابن حامد. كشاف القناع عن متن الإقناع 1 384
وقد فرق المالكية بين الفرض والنفل فرأوا كراهة قراءة المصلي في المصحف في صلاة الفرض مطلقا وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها لاشتغاله غالبا ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة في المصحف من غير كراهة لأنه يغتفر فيها ما لا يغتفر في الفرض.
بينما يرى الحنفية أن القراءة من المصحف في الصلاة تفسدها وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية لأن حمل المصحف والنظر فيه وتقليب الأوراق عمل كثير.
وبناء على ما سبق فإن الأفضل والأولى للمصلي أن يقرأ القرآن من حفظه فقد امتدح الله تعالى المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم قال تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم العنكبوت ولأن السنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب.
فإن عجز عن ذلك وكانت القراءة طويلة كما في صلاة القيام أو التراويح فعندئذ يجوز له القراءة من المصحف ولا حرج عليه في ذلك.
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.